يضرب الله للناس أمثالهم (3) فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم (4) سيهديهم ويصلح بالهم (5) ويدخلهم الجنة عرفها لهم (6).
القراءة: قرأ أهل البصرة وحفص: (والذين قتلوا) على ما لم يسم فاعله.
والباقون: (قاتلوا) بالألف.
الحجة: قال أبو علي: قاتلوا أعم من قتلوا. ألا ترى أن من قاتل ولم يقتل، لن يضل عمله، كما أن الذي قتل كذلك، فهو لعمومه أولى.
اللغة: البال: الحال والشأن. والبال: القلب أيضا. يقال: خطر ببالي كذا.
والبال: لا يجمع لأنه أبهم أخواته من الحال والشأن. والإثخان: إكثار القتل، وغلبة العدو وقهرهم، ومنه أثخنه المرض: اشتد عليه، وأثخنه الجراح. والوثاق: اسم من الإيثاق، ويقال: أوثقه إيثاقا ووثاقا: إذا اشتد أسره كيلا يفك. والأوزار:
السلاح، وأصل الوزر: ما يحمله الانسان، فسقي السلاح أوزارا، لأنه يحمل. قال الأعشى:
وأعددت للحرب أوزارها، * رماحا طوالا، وخيلا ذكورا ومن نسج داود يحدو بها * على أثر الحي، عيرا فعيرا (1) الاعراب: (ذلك): خبر مبتدأ محذوف تقديره: الأمر ذلك. ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر، تقديره: ذلك كائن (فضرب الرقاب): مصدر فعل محذوف تقديره: فاضربوا الرقاب ضربا. فحذف الفعل، وأضيف المصدر إلى المفعول، وهذه الإضافة في تقدير الانفصال، لأن تقديره فضربا الرقاب. قال الشاعر: " فندلا زريق المال ندل الثعالب ". وكذلك قوله (منا وفداء): تقديره فإما تمنون منا، وإما تفدون فداء.