إلى الظالم، أو لحبه إياه، ولكن ليعرضه (1) بذلك لجزيل الثواب، ولحبه الإحسان والفضل. وقيل: إنه لا يحب الظالم في قصاص وغيره، بتعديه عما هو له، إلى ما ليس له. وقيل: إن الآية الأولى عامة في وجوب التناصر بين المسلمين. وهذه الآية في خاصة الرجل يجازي من ظلمه بمثل ما فعله، أو يعفو. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من كان أجره على الله، فليدخل الجنة، فيقال: من ذا الذي أجره على الله؟ فيقال: العافون عن الناس، فيدخلون الجنة بغير حساب). * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل [41] * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم [42] * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [43] * ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل [44] * وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم [45] *.
الاعراب: (إن ذلك لمن عزم الأمور): جواب القسم الذي دل عليه قوله:
(ولمن صبر وغفر) كما قال سبحانه: (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم) وقيل: بل هي جملة في موضع خبر المبتدأ الذي هو (من صبر وغفر). والتقدير: إن ذلك منه لمن عزم الأمور. وحسن الحذف لطول الكلام. وقوله: (خاشعين) منصوب على الحال من (يعرضون). و (يعرضون) في موضع النصب على الحال من (تراهم).
المعنى: ثم ذكر سبحانه المنتصر فقال: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) معناه: من انتصر لنفسه، وانتصف من ظالمه بعد ظلمه، أضاف .