ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ، ويخرج يوم القيامة، وليس له ذنب يسال عنه.
(يعرف المجرمون بسيماهم) أي بعلامتهم، وهي سواد الوجوه، وزرقة العيون، عن الحسن، وقتادة. وقيل: بإمارات الخزي. (فيؤخذ بالنواصي والاقدام) فتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم وأقدامهم بالغل، ثم يسحبون في النار، ويقذفون فيها، عن الحسن، وقتادة. وقيل: تأخذهم الزبانية بنواصيهم وبأقدامهم، فتسوقهم إلى النار، والله أعلم. (هذه جهنم) أي: ويقال لهم هذه جهنم (التي يكذب بها المجرمون) الكافرون في الدنيا قد أظهرها الله تعالى حتى زالت الشكوك، فادخلوها. ويمكن أنه لما أخبر الله سبحانه أنهم يؤخذون بالنواصي والاقدام، قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون من قومك، فسير دونها، فليهن عليك أمرهم.
(يطوفون بينها وبين حميم آن) أي يطوفون مرة بين الجحيم، ومرة بين الحميم. فالجحيم النار، والحميم الشراب، عن قتادة. وقيل: معناه أنهم يعذبون بالنار مرة، ويتجرعون من الحميم، يصب عليهم ليس لهم من العذاب أبدا فرج، عن ابن عباس. والاني الذي انتهت حرارته. وقيل: الآني الحاضر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) الوجه في ذلك أن التذكير بفعل العقاب والإنذار به، من أكبر النعم، لان في ذلك زجرا عما يستحق به العذاب، وحثا وبعثا على فعل ما يستحق به الثواب. (ولمن خاف مقام ربه جنتان (46) فبأي آلاء ربكما تكذبان (47) ذواتا أفنان (48) فبأي آلاء ربكما تكذبان (49) فيهما عينان تجريان (50) فبأي آلاء ربكما تكذبان (51) فيهما من كل فكهة زوجان (52) فبأي آلاء ربكما تكذبان (53) متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان (54) فبأي آلاء ربكما تكذبان (55) فيهن قصرت الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (56) فبأي آلاء ربكما تكذبان (57) كأنهن الياقوت والمرجان (58) فبأي آلاء ربكما تكذبان (59) هل جزاء