زرع، وبذر، وأودعها مما ينتفع به العباد، عن السدي. (وقدر فيها أقواتها) أي:
قدر في الأرض أرزاق أهلها على حسب الحاجة إليها، في قوام أبدان الناس، وسائر الحيوان. وقيل: قدر في كل بلدة منها ما لم يجعله في أخرى، ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة، من بلد إلى بلد.
(في أربعة أيام) أي في تتمة أربعة أيام من حين ابتداء الخلق، فاليومان الأولان داخلان فيها، كما تقول خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما أي: في تتمة خمسة عشر يوما. (سواء للسائلين) أي:
مستوية كاملة، من غير زيادة، ولا نقصان، للسائلين عن مدة خلق الأرض. وقيل:
معناه للذين يسألون الله أرزاقهم، ويطلبون أقواتهم، فإن كلا يطلب القوت ويسأله، عن قتادة والسدي.
واختلف في علة خلق الأرض، وما فيها في أربعة أيام فقيل: إنما خلق ذلك شيئا بعد شئ في هذه الأيام الأربعة، ليعلم الخلق أن من الصواب التأني في الأمور، وترك الاستعجال فيها، فإنه سبحانه كان قادرا على أن يخلق ذلك في لحظة واحدة، عن الزجاج. وقيل: إنما خلق ذلك في هذه المدة، ليعلم بذلك أنها صادرة عن قادر مختار، عالم بالمصالح، وبوجوه الأحكام. إذ لو صدرت عن مطبوع، أو موجب، لحصلت في حالة واحدة. وروى عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صل الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الله تعالى خلق الأرض في يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق الشجر والماء والعمران والخراب يوم الأربعاء، فتلك أربعة أيام.
وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم).
* (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين [11] * فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم [12] * فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [13] * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما