عليهم) أي أهلكهم. ثم قال: (وللكافرين) بك يا محمد (أمثالها) من العذاب، إن لم يؤمنوا ويقبلوا ما تدعوهم إليه، والمعنى: إنهم يستحقون أمثالها. وإنما يؤخر الله سبحانه عذابهم إلى الآخرة تفضلا منه.
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (11) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم (12) وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم (13) أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم (14) مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم (15).
القراءة: قرأ ابن كثير: (أسن) مقصورا. والباقون: (آسن) بالمد. وقرأ علي (ع) وابن عباس: (أمثال الجنة) على الجمع.
الحجة: قال أبو زيد: يقال أسن الماء يأسن أسونا إذا تغير. وأسن الرجل يأسن أسنا إذا غشي عليه من ريح خبيثة، وربما مات منها. قال:
التارك القرن مصفرا أنامله، * تميل في الرمح ميل المائح الأسن (1) قال أبو عبيدة: الأسن المتغير (2). فحجة ابن كثير أن اسم الفاعل من فعل