يقرأ الحواميم، فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر، والعنبر. وان الله ليرحم تاليها وقارئها، ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه، وكل حميم أو قريب له، وانه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون. وروى أبو الصباح، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ حم المؤمن، في كل ثلاث، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وألزمه التقوى، وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا.
تفسيرها: لما ختم سبحانه سورة الزمر بذكر الملائكة والجنة والنار، افتتح هذه السورة بمثل ذلك، فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) تنزيل الكتب من الله العزيز العليم (2) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير (3) ما يجدل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلد (4) كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب (5).
القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم إلا حمادا ويحيى عن أبي بكر: (حم) بإمالة الألف. والباقون: بالفتح بغير إمالة. وهما لغتان فصيحتان.
اللغة: من جعل (حم) اسما للسورة، يؤيده قول شريح بن أوفى العجلي:
يذكرني حاميم، والرمح شاجر، فهلا تلا حم قبل التقدم (1)