الزبور، فكان إذا قرأ الزبور، أو رفع صوته بالتسبيح بين الجبال، ردت عليه مثله من الصدى، فسمى الله ذلك تسبيحا.
(* وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب (21) إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط (22) إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب (23) قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (24) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (25).
القراءة: في الشواذ قراءة أبي رجاء، وقتادة: (ولا تشطط) بفتح التاء وضم الطاء. وقراءة الحسن، والأعرج: (نعجة ولي نعجة) بكسر النون. وقراءة أبى حياة: (وعزني) بتخفيف الزاي. وقراءة عمر بن الخطاب: (فتناه) بتخفيف والنون، وقراءة قتادة وأبي عمرو وفي بعض الروايات الشاذة: (فتناه) بتخفيف النون.
الحجة: أما قراءة (ولا تشطط) من شط يشط: إذا بعد، قال عنترة:
شطت مزار العاشقين، فأصبحت * عسرا علي طلابك، ابنة مخرم (1) قال ابن جني: معناه بعدت عن مزار العاشقين. ولما بالغ في ذكر استضراره بها، خاطبها بذلك، لأنه أبلغ، فعدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب، فقال:
طلابك. فأما (النعجة)، فهي لغة في النعجة، ومثله لقوة ولقوة، وقوم شجعة وشجعة أي: شجعان. وأما عزني بالتخفيف، فيمكن أن يكون أصله عزني، غير أنه