القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين (31) قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين (32) وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ أمرونا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون (33) وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون (34) وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين (35) الاعراب: (بل مكر الليل والنهار) فيه وجهان أحدهما. أن يكون (مكر) مبتدأ، وخبره محذوفا أي. مكركم في الليل والنهار، صدنا عن ذلك، حين أمرتمونا أن نكفر بالله والأخر: أن يكون فاعل فعل محذوف تقديره: بل صدنا مكركم في الليل والنهار. والعرب تضيف الأحداث إلى الزمان على سبيل الاتساع، فتقول:
صيام النهار، وقيام الليل، والمعنى: أن الصيام في النهار والقيام في الليل، قال الشاعر.
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى، ونمت، وما ليل المطي بنائم (1) فوصف الليل بالنوم. وهذا على حد قولك: نهارك صائم، وليلك قائم.
المعنى: ثم بين سبحانه حالهم في القيامة، فقال حكاية عنهم: (وقال الذين كفروا) وهم اليهود. وقيل. هم مشركو العرب وهو الأصح. (لن نؤمن بهذا القرآن) أي: لا نصدق بأنه من الله تعالى، (ولا بالذي بين يديه) من أمر الآخرة.
وقيل: يعنون به التوراة والإنجيل، وذلك أنه لما قال مؤمنو أهل الكتاب إن صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كتابنا، وهو نبي مبعوث، كفر المشركون بكتابهم. ثم قال: (ولو ترى) يا محمد (إذ الظالمون موقوفون عند ربهم) أي: محبوسون للحساب يوم