(ومنهم من يستمعون إليك)، وقول الفرزدق:
تعش فإن عاهدتني لا تخونني * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (1) أي: مثل اللذين يصطحبان. قال ابن جني: أن تكون من هنا على الصلة أولى من أن تكون على الصفة.
اللغة: الضعف: مثل الشئ الذي يضم إليه، يقال: ضاعفته أي: زدت عليه مثله - ومنه الضعف وهو نقصان القوة بأن يذهب أحد ضعفيها، فهو ذهاب ضعف القوة.
النزول: قال المفسرون: إن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألنه شيئا من عرض الدنيا، وطلبن منه زيادة في النفقة، وآذينه لغيرة بعضهن على بعض، فآلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهن شهرا، فنزلت آية التخيير، وهو قوله (قل لأزواجك) وكن يومئذ تسعا:
عائشة، وحفصة، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، فهؤلاء من. قريش. وصفية بنت حيي الخيبرية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وزينب بنت جحش الأسدية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية.
وروى الواحدي بالإسناد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا مع حفصة، فتشاجرا بينهما، فقال لها: هل لك أن أجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت: نعم. فأرسل إلى عمر. فلما أن دخل عليهما قال لها:
تكلمي. فقالت: يا رسول الله! تكلم ولا تقل إلا حقا. فرفع عمر يده فوجأ وجهها، ثم رفع يده فوجأ وجهها. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كف. فقال عمر: يا عدوة الله!
النبي لا يقول إلا حقا، والذي بعثه بالحق، لولا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي!
فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا، لا يقرب شيئا من نسائه، يتغذى ويتعشى فيها، فأنزل الله تعالى هذه الآيات!
المعنى: ثم عاد سبحانه إلى ذكر نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم،