وهوبر. اسم رجل. والنحب: الخطر قال جرير.
بطخفة جالدنا الملوك، وخيلنا * عشية بسطام جرين على نحب (1) أي: على خطر. والنحب: المد في السير يوما وليلة.
المعنى: ثم حث سبحانه على الجهاد، والصبر عليه، فقال: (لقد كان لكم) معاشر المكلفين (في رسول الله أسوة حسنة) أي: قدوة صالحة. يقال: لي في فلان أسوة أي: لي به اقتداء. والأسوة من الاتساء، كما أن القدوة من الاقتداء اسم وضع موضع المصدر. والمعنى: كان لكم برسول الله اقتداء، لو اقتديتم به في نصرته، والصبر معه في مواطن القتال، كما فعل هو يوم أحد، إذ انكسرت رباعيته، وشج حاجبه، وقتل عمه، فواساكم مع ذلك بنفسه، فهلا فعلتم مثل ما فعله هو.
وقوله (لمن كان يرجو الله): بدل من قوله (لكم)، وهو تخصيص بعد العموم للمؤمنين يعني أن الأسوة برسول الله، إنما تكون (لمن كان يرجوا الله) أي: يرجو ما عند الله من الثواب والنعيم، عن ابن عباس. وقيل: معناه يخشى الله، ويخشى البعث الذي فيه جزاء الأعمال، وهو قوله (واليوم الآخر) عن مقاتل (وذكر الله كثيرا) أي: ذكرا كثيرا. وذلك أن ذاكر الله متبع لأوامره بخلاف الغافل عن ذكره.
ثم عاد سبحانه إلى ذكر الأحزاب فقال: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب) أي:
ولما عاين المصدقون بالله ورسوله الجماعة التي تحزبت على قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع كثرتهم. (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله) اختلف في معناه على قولين أحدهما: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أخبرهم أنه يتظاهر عليهم الأحزاب، ويقاتلونهم، ووعدهم الظفر بهم. فلما رأوهم تبين لهم مصداق قوله، وكان ذلك معجزا له. (وما زادهم) مشاهدة عدوهم (إلا إيمانا) أي: تصديقا بالله ورسوله (وتسليما) لأمره، عن الجبائي والآخر: إن الله تعالى وعدهم في سورة البقرة بقوله: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا) إلى قوله (إن نصر الله قريب) ما سيكون من الشدة التي تلحقهم من عدوهم فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق، قالوا هذه المقالة، علما منهم أنه لا يصيبهم إلا ما أصاب الأنبياء والمؤمنين قبلهم، وزادهم كثرة المشركين تصديقا ويقينا وثباتا في الحرب، عن قتادة وغيره.