لكم وهم له ناصحون [12] فرددنه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون [13] ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين [14] ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين [15]) *.
اللغة: القص: اتباع الأثر، ومنه القصص في الحديث، لأنه يتبع فيه الثاني الأول. والقصاص: اتباع الجاني في الأخذ بمثل جنايته في النفس. فبصر به:
رآه. فبصر لا يتعدى إلا بحرف الجر. ورأى يتعدى بنفسه. ومعنى بصرت به عن جنب: أبصرته عن جنابة، أي: عن بعد. قال الأعشى:
أتيت حريثا زائرا عن جنابة، * وكان حريث عن عطائي جامدا وقيل: جنب صفة وقعت موقع الموصوف أي: عن مكان جنب. والمراضع:
جمع مرضعة. والنصح: إخلاص العمل من جانب الفساد، وهو نقيض الغش.
والوكز: الدفع. وقيل: هو بجمع الكف، ومثله: اللكز واللهز.
الاعراب: (عن جنب): الجار والمجرور في موضع نصب على الحال، وتقديره: فبصرت به بعيدة. وإن جعلت (جنبا) صفة على تقدير من مكان جنب:
فهو في موضع نصب بأنه ظرف مكان. (هذا من شيعته، وهذا من عدوه): جملتان في محل النصب، لأنهما صفة: (رجلين)، صفة بعد صفة.
المعنى: ثم ذكر سبحانه لطف صنعه في تسخيره لفرعون، حتى تولى تربية موسى، فقال: (وقالت) يعني أم موسى (لأخته) يعني أخت موسى، واسمها كلثمة، عن الضحاك. (قصيه) أي: اتبعي أثره، وتعرفي خبره. (فبصرت به عن جنب) في الكلام حذف واقتصار تقديره: فذهبت أخت موسى، فوجدت آل فرعون قد أخرجوا التابوت، وأخرجوا موسى، فبصرت به. وهذا من الإيجاز الدال على الإعجاز باللفظ القليل المعنى على المعنى الكثير أي: فرأت أخاها موسى عن جنب