الاعراب: (أمن) استفهام في محل الرفع على الابتداء، وخبره (خلق) و (قرارا): نصب على الحال، لأن (جعل) بمعنى خلق، وإن كان بمعنى صير، فهو مفعول ثان له. (أإله مع الله). مبتدأ وخبر تقديره. أإله ثبت مع الله. وإنما جاز أن تكون النكرة مبتدأ، لأنه استفهام. ويجوز أن يكون خبر المبتدأ محذوفا، أو يكون تقديره: أإله في الوجود مع الله. (قليلا ما تذكرون): صفة مصدر محذوف تقديره: تذكرون تذكرا قليلا. و (ما): مزيدة. و (بشرا): نصب على الحال.
و (بين يدي رحمته): ظرف منه (أيان): في محل نصب لأنه ظرف زمان، والعامل فيه (يبعثون).
المعنى: ثم عدد سبحانه الدلائل على توحيده، ونعمه الشاملة لعبيده، فقال:
(أمن خلق السماوات والأرض) وتقديره: أما تشركون خير، أم من خلق السماوات الأرض أي: أنشأهما واخترعهما (وأنزل لكم من السماء ماء) أي: غيثا ومطرا لكم أي: لمنافعكم، ولأجل معاشكم. عرفهم سبحانه أن غيره لا يقدر على ذلك (فأنبتنا به حدائق) أي: رياضا وبساتين، وما لم يكن عليه حائط لا يقال له حديقة. (ذات بهجة) أي: ذات منظر حسن، يبتهج به من رآه. ولم يقل ذوات بهجة، لأنه أراد تأنيث الجماعة. ولو أراد تأنيث الأعيان، لقال: ذوات. وقال الشاعر:
وسوف يعقبنيه إن ظفرت به * رب كريم، وبيض ذات أطهار (1) (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) ما هنا للنفي أي: لم يكونوا يقدرون على إنبات شجرها. (أإله مع الله) وهذا استفهام إنكار معناه: هل معه معبود سواه أعانه على صنعه. (بل) ليس معه إله (هم قوم يعدلون) يشركون بالله غيره، يعني كفار مكة (أمن جعل الأرض قرارا) أي: مستقرة لا تميل، ولا تميد بأهلها (وجعل خلالها أنهارا) أي: وجعل وسط الأرض، وفي مسالكها ونواحيها، أنهارا جارية، ينبت بها الزرع، ويحيا بها الخلق. (وجعل لها رواسي) أي: جبالا ثوابت، أثبت بها الأرض. (وجعل بين البحرين حاجزا) أي: مانعا من قدرته، بين العذب والملح، فلا يختلط أحدهما بالآخر. (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) توحيد .