لكم مسجد الله المزوران والحصى، * لكم قبصه من بين أثرى وأقترا (1) تقديره من بين رجل أثرى، ورجل أقترا. فأقام الصفة مقام الموصوف. ومثله في التنزيل: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق). قال أبو علي: يجوز أن يكون على قبيل مردوا مثل قوله: (ومن آياته يريكم البرق). وأما قتر يقتر ويقتر فمثل عكف يعكف ويعكف، وعرش يعرش ويعرش. فمن ضم الياء أراد لم يقتروا في إنفاقهم، لأن المسرف مشرف على الإقتار. ومن فتح الياء فالمعنى لم يضيقوا في الانفاق. ومن قرأ يضاعف بالجزم. جعه بدلا من الفعل الذي هو جزاء الشرط، وهو قوله. (يلق أثاما). وذلك أن تضعيف العذاب هو لقي جزاء الأثام في المعنى، ومثله قول الشاعر.
إن يجبنوا، أو يغدروا، أو يبخلوا، لا يحفلوا، * يغدوا عليك مرجلين كأنهم لم يفعلوا فغدوهم مرجلين في المعنى ترك الاحتفال. وقد أبدل من الشرط كما أبدل من الجزاء، وذلك في قول الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا * تجد حطبا جزلا، ونارا تأججا (2) فأبدل تلمم من تأتنا، لأن الإلمام إتيان في المعنى. قال أبو علي: ومثل حذف الجزاء الذي هو مضاف في المعنى في قوله (يلق أثاما)، أي: جزاء أثام قوله:
(ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم) المعنى: من جزاء ما كسبوا.
وقال أبو عبيدة: (يلق أثاما) أي: عقوبة، وأنشد لمسافع الليثي:
جزى الله ابن عروة حيث أمسى * عقوقا، والعقوق له أثام قال: وابن عروة رجل من ليث، كان دل عليهم ملكا من غسان، فأغار عليهم. قال أبو علي: ويمكن أن يكون هذا من قول بشر:
.