فخففت الهمزة فانقلبت ياء، كما تنقلب من النسئ والنبئ. ومن قال (درئ): كان فعيلا من الدرء، مثل السكير والفسيق، والمعنى أن الخفاء اندفع عنه لتلألئه في ظهوره، فلم يخف كما يخفى السهى ونحوه. ومن قرأ (درئ) كان فعيلا من الدرء، الذي هو الدفع. وقد حكى سيبويه عن أبي الخطاب: (كوكب درئ) من الصفات، ومن الأسماء المريق للعصفر. ومما يمكن أن يكون على هذا البناء العلية. ألا تراه أنه من علا، ومنه السرية الأولى أن تكون فعلية، ومن قرأ (توقد) كان فاعله المصباح، لأن المصباح هو الذي توقد. قال امرؤ القيس:
سموت إليها، والنجوم كأنها * مصابيح رهبان تشب لقفال (1) ومن قرأ (يوقد): كان فاعله المصباح أيضا. ومن قرأ (توقد): كان فاعله الزجاجة، والمعنى على مصباح الزجاجة. فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، فقال: (توقد) فحمل الكلام على لفظ الزجاجة، أو يريد بالزجاجة القنديل. فقال: (توقد) على لفظ الزجاجة، وإن كان يريد القنديل. ومعنى (توقد من شجرة) أي: من زيت شجرة، فحذف المضاف، يدلك على ذلك قوله: (يكاد زيتها يضئ). ومن قرأ (يسبح له) بفتح الباء أقام الجار والمجرور مقام الفاعل، ثم فسر من يسبح فقال: رجال، أي: يسبح له رجال، فرفع رجالا بهذا المضمر الذي دل عليه قوله (يسبح)، لأنه إذا قال (يسبح): دل على فاعل التسبيح، ومثله قول الشاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة، * ومختبط مما تطيح الطوائح (2) اللغة: المشكاة، قيل: إنها رومية معربة. وقال الزجاج: يجوز أن تكون عربية لأن في الكلام مثل لفظها شكوة، وهي قربة صغيرة. فعلى هذا تكون مفعلة منها، وأصلها مشكاة، فقلبت الواو ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها. والمصباح:
السراج، وأصله من البياض. والأصبح: الأبيض.
الاعراب: قيل في تقدير قوله (نور السماوات) وجهان أحدهما: أن يكون على