زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين [3]).
القراءة: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (وفرضناها) بالتشديد. والباقون بالتخفيف. وقرأ ابن كثير غير ابن فليح: (رأفة) بفتح الهمزة. والباقون بسكون الهمزة. وفي الشواذ قراءة عيسى الثقفي: (سورة) بالنصب (والزانية والزاني) بالنصب. وروي عن عمر بن عبد العزيز، وعيسى الهمداني: (سورة) أيضا بالنصب.
الحجة: قال أبو علي: التثقيل في (فرضناها) لكثرة ما فيها من الفرض.
والتخفيف يصلح للقليل والكثير. ومن حجة التخفيف: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك) قال: ولعل (رأفة) التي قرأها ابن كثير لغة. وأما قراءة (سورة) بالرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف أي: هذه سورة. ولا يجوز أن يكون مبتدأ، لأنها نكرة، ولا يبتدأ بالنكرة حتى توصف. وإن جعلت أنزلناها وفرضناها صفة لها، بقي المبتدأ بلا خبر. فإن جعلت تقديره يتلى عليكم سورة أنزلناها جاز. ومن قرأ (سورة) بالنصب، فعلى إضمار فعل يفسره أنزلناها. والتقدير: أنزلنا سورة أنزلناها. إلا أن الفعل لا يظهر، لأن التفسير يغني عنه، ومثله قول الشاعر:
أصبحت لا أحمل السلاح، ولا * أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به * وحدي، وأخشى الرياح، والمطرا (1) أي: وأخشى الذئب. فلما أضمره فسره بقوله أخشاه. ويجوز أن يكون الفعل الناصب ل (سورة) من غير لفظ الفعل بعدها، على معنى التخصيص أي: اقرأوا سورة، وتأملوا سورة أنزلناها، كقوله سبحانه: (ناقة الله وسقياها) أي: احفظوا ناقة الله. وكذلك قوله (الزانية والزاني) انتصب بفعل مضمر أي: اجلدوا الزانية والزاني. فلما أضمر الفعل الناصب، فسره بقوله: (فاجلدوا كل واحد منهما).
وجاز دخول الفاء في هذا الوجه، لأنه موضع أمر. ولا يجوز زيدا فضربته، لأنه .