على ملك سليمان من النيرنجات، وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، يتعلمون من هذين الصنفين.
(ما يفرقون به بين المرء وزوجه) هذا من يتعلم للاضرار (1) بالناس، يتعلمون التفريق بضروب الحيل والتمائم والايهام أنه قد دفن (2) [كذا] وعمل كذا ليجلب (3) قلب المرأة عن الرجل، وقلب الرجل عن المرأة، ويؤدي إلى الفراق بينهما.
ثم قال الله عز وجل: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد إلا بإذن الله، بتخلية (4) الله وعلمه، فإنه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر.
ثم قال: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) لأنهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا، فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين الله بذلك.
(ولقد علموا) (5) هؤلاء المتعلمون (لمن اشتريه) بدينه (6) الذي ينسلخ عنه بتعلمه (ماله في الآخرة من خلاق) من نصيب في ثواب الجنة (7) (ولبئس ما شروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) أي لو كانوا يعلمون أنهم قد باعوا الآخرة، وتركوا نصيبهم من الجنة، لان المتعلمين لهذا السحر هم الذين يعتقدون أن لا رسول، ولا إله، ولا بعث، ولا نشور.
فقال: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) لأنهم يعتقدون أن لا آخرة، فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كان