قالوا: يا رسول الله أو عجل يراد أن يتخذ في مدينتك هذه!
قال: بلى، والله يراد، ولو كان سعد فيهم حيا لما استمر تدبيرهم، ويستمرون ببعض تدبيرهم، ثم الله تعالى يبطله.
قالوا: أخبرنا كيف يكون ذلك؟ قال: دعوا ذلك لما يريد الله أن يدبره (1).
309 - وقال موسى بن جعفر عليه السلام: ولقد اتخذ المنافقون من أمة محمد صلى الله عليه وآله بعد موت سعد بن معاذ، وبعد انطلاق محمد صلى الله عليه وآله إلى تبوك أبا عامر الراهب (2)، اتخذوه أميرا ورئيسا، وبايعوا له، وتواطأوا على انهاب المدينة، وسبي ذراري رسول الله وسائر أهله وصحابته، ودبروا التبييت على محمد صلى الله عليه وآله ليقتلوه في طريقه إلى تبوك، فأحسن الله الدفاع عن محمد صلى الله عليه وآله وفضح المنافقين وأخزاهم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " لتسلكن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى أن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه ".
قالوا: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان هذا العجل؟ وما كان هذا التدبير؟
فقال: اعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان تأتيه الاخبار عن صاحب دومة الجندل - وكانت تلك النواحي [له] مملكة عظيمة مما يلي الشام - وكان يهدد رسول الله صلى الله عليه وآله بأن يقصده ويقتل أصحابه، ويبيد خضراءهم (3)، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله خائفين وجلين من قبله، حتى كانوا يتناوبون على رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم عشرون منهم، كلما صاح صائح ظنوا أن قد طلع أوائل رجاله وأصحابه، وأكثر المنافقون