" بارك الله في ليلتكما " قال فحملت. قال وكان رسول الله في سفر وهي معه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى.
تقول أم سليم: يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد، انطلق. فاطلقنا [لعله: فانطلقنا] وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاما. فقالت لي أمي: يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر تمام الحديث.
45 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " متفق عليه.
و " الصرعة " بضم الصاد وفتح الراء وأصله عند العرب: من يصرع الناس كثيرا.
46 وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال:
كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد " فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. متفق عليه.