الكريم صلى الله عليه وسلم التدبر الحسن الذي يصور البيئة والواقع، فيعيش مع الرسول الكريم في عصره، ومع النص متمثلا لكل جوانبه على أحسن وجه.
هذا وقد ذكرت في المقدمة ما قمت بصنعه من فهارس موسوعية شاملة لابد منها لكل قارئ تسهل له الاطلاع على ما قيل في أي موضوع يهتم به من آيات الكتاب العزيز أو أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الواردة في متن الرياض.
فإذا كنت راغبا في الاطلاع على ما قيل في الجهاد مثلا، فما عليك إلا أن تفتح الفهرس المعجمي الشامل لأحاديث الكتاب على مادة (جهد) بحسب أحدث الطرق العلمية في الترتيب الهجائي المعروف في تأليف المعجمات الحديثة، لتجد ضالتك في أجزاء من الأحاديث وردت فيها الكلمة المطلوبة، فتعود إلى الأحاديث الكاملة في متن الكتاب، تطالعها فترتاح نفسك لبلوغك ما تريد.
وكذلك إذا أردت أن تعلم أن راويا ما، أو شخصا بذاته، أو مكانا بعينه، أو قبيلة أو أمة، قد ورد ذكرها في الرياض، وما الأحاديث الشريفة المقولة في ذلك، فما عليك إلا أن تفتح الفهرس المخصص لها، والمذكورة أبوابه في مسرد الفهارس العام بعد هذه الكلمة مباشرة لتصل إلى غايتك وطلبك.
وهذا ما لا يستغني عنه قارئ فضلا عن عالم أو محقق.
وقد جعلت هذه التراجم والفهارس في مجلد مستقل ليتم انتفاع القارئ بها، فهو حين يقرء الأحاديث لا يغلق مجلد المتن الذي يقرؤها فيه، ليطلع على ترجمة العلم المذكور، إنما يفتح المجلد الاخر مباشرة ليجد بغيته، ويجمع من خلال ذلك بين إدراك معنى الحديث الشريف وفهم بيئته ورجاله، وهذا لا يغني فيه الفهرس العالم للكتب والأبواب والموضوعات الذي ذيلنا به هذا المجلد مسبوقا بالمسرد العام لفهارس الكتاب، فكم من مسألة وردت في الأحاديث الشريفة المذكورة، يحتاج إليها المرء، لم يرد لها ذكر في ذلك الفهرس العام، وما أكثر حاجتنا إليها، وما أشد ولعنا بالبحث عنها، وقد يسرتها للقارئ الكريم بأيسر السبل وأقل العناء تلك الفهارس الشاملة للآيات الكريمة والأحاديث القدسية والمتفق عليها إلى غير ذلك مما هو مذكور في صفحة المسرد العالم لفهارس الكتاب.
فإلى المجلد الاخر من هذا الكتاب، وما فيه من تراجم جميع الاعلام الواردة في متنه، وجميع الفهارس التي لا يستغني عنها قارئ، ويدلك عليها المسرد العالم لفهارس الكتاب المذكور بعد هذه الكلمة مباشرة والله نأمل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه وأن يحقق منه النفع لكل قارئ، وأن يدخر للمؤلف والشارح المحقق والدار الناشرة ثوابه عنده.
إنه أكرم مسؤول. والحمد لله رب العالمين.