تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " قال سعيد: كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. رواه مسلم.
وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.
باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر [112 116] قال الله تعالى (فاطر 37): * (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) * قال ابن عباس والمحققون: معناه: أولم نعمركم ستين سنة، ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى. وقيل معناه: ثماني عشرة سنة. وقيل: أربعين سنة.
قاله الحسن والكلبي ومسروق، ونقل عن ابن عباس أيضا، ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة. وقيل هو: البلوغ.
وقوله تعالى: * (وجاءكم النذير) * قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: الشيب. قاله عكرمة وابن عيينة وغيرهما، والله أعلم.