الفصلين (خذ إلى الخير بناصيتي) أي اصرف قبلي إلى عمل الخيرات (ووجهني) إلى القيام بوظائف الطاعات كالذي يجذب بشعر مقدم رأسه إلى عمل فالكلام استعارة (يا من أظهر الجميل وستر القبيح) روى في تأويله (عن الصادق عليه السلام أنه قال) ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش فإذا اشتغل بالركوع والسجود ونحوهما فعل مثاله مثل فعله فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون ويستغفرون له وإذا اشتغل العبد بمعصيته أرخى الله على مثاله سترا لئلا تطلع الملائكة عليها فهذا تأويل يا من أظهر الجميل وستر القبيح (يا من لم يؤاخذ بالجريرة) قد مر تفسير الجريرة آخر تعقيب الصبح والمراد يا من لم يعجل عقوبة المعصية في الدنيا حلما وكرما لعل العاصي يتوب منها فيسلم من عقابها (والصفح) التجاوز عن الذنب (والنجوى) الكلام الخفي (وتنفس همي) أي تريحني منه وتزيله (ولا تشوه خلقي بالنار) بالشين المعجمة والواو المشددة أي لا تقبح خلقي بها (ريا جامع كل فوت) أي كل فائت وما بعده أعني (يا بارئ النفوس) أي يا خالقها ومعيدها كالتفسير له (يا بطاش ذا البطش الشديد) البطش الأخذ بعنف (ويقال) للسطوة بطشة ويمكن حمل البطاش على هذا المعنى وذا البطش على المعنى الأول خيرتك من خلقك) قد مر تفسير الخيرة في آخر تعقيب الصبح (ورب السبع المثاني) هي سورة فاتحة
(١٥٦)