يقال لمن صنع أمرا لم يسبق إلى مثله أنه ابتدعه (وقد) تقدم في تعقيب الصبح (حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض) وذكرنا هناك أن بعضهم توقف في مجئ فعيل بمعني مفصل وجعل تلك العبارة من قبيل الوصف بحال المتعلق ولا يخفي أن عدم إضافة فعيل هنا يقتضي حمله على معنى مفعل فينبغي عدم التوقف بعد ورود ذلك في الأدعية المأثورة والأسماء التسعة والتسعين (إذ ذهب مغاضبا) المراد والله أعلم أنه ذهب مغاضبا لقومه لأنه دعاهم مدة إلى الايمان فلم يؤمنوا (فظن أن لن نقدر عليه) الظن هنا بمعنى العلم (ولن نقدر عليه) أي لن نضيق عليه رزقه (والقدر) الضيق وقد ذكر في وجه تسمية ليلة القدر أن الملائكة ينزلون من السماء إلى الأرض في تلك الليلة فتضيق الأرض بهم (ومنه) قوله تعالى (وأما إذا ما ابتلاه ربه فقدر عليه رزقه) أي ضيق (والمراد) (1) والله أعلم أن يونس على نبينا وعليه السلام علم أنا لا نضيق عليه رزقه إذا خرج عن وطنه وقومه (والبائس) شديد الحاجة وكذا المسكين (فصل) قدمنا أن النهار منقسم إلى اثنتي عشرة ساعة كل واحدة
(١٥٨)