زلفا بالألف والظاهر أن يكون زلفى بالياء وهو اسم مصدر بوزن قربى ومعناه أي هو من أقربهم إليه تعالى قربة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري والنسائي قوله (حدثنا زهير) هو ابن معاوية (أخبرنا منصور) بن المعتمر (عن أبي إسحاق) السبيعي (عن الحارث) هو ابن عبد الله الأعور قوله (لو كنت مؤمرا) بتشديد الميم المكسورة أي عاجل أحدا أميرا (من غير مشورة) بفتح فسكون ففتح وفي الجامع الصغير لو كنت مؤمرا على أمتي أحدا من غير مشورة منهم لأمرت عليهم ابن أم عبد قال التوربشتي ومن أي وجه روى هذا الحديث فلا بد أن يأول على أنه صلى الله عليه وسلم أراد به تأميره على جيش بعينه أو استخلافه في أمر من أموره حال حياته ولا يجوز أن يحمل على غير ذلك فإنه وإن كان من العلم والعمل بمكان وله الفضائل الجمة والسوابق الجلة فإنه لم يكن من قريش وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن هذا الأمر في قريش فلا يصح حمله إلا على الوجه الذي ذكرناه قوله (هذا حديث إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي) وأخرجه أحمد وابن ماجة والحاكم والحارث فيه ضعف كما مر مرارا قوله (خذوا القرآن) وفي رواية الشيخين استقرأوا القرآن أي أطلبوا القراءة (من ابن مسعود الخ) بيان للأربعة وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة وتصدوا لأذائه من بعده فلذلك ندب إلى الأخذ
(٢١١)