ولهذا جرى الحديث التالي بين سورة بن كليب وبين زيد بن علي بن الحسين كما رواه الكشي عن سورة، قال: قال لي زيد بن علي: يا سورة! كيف علمتم ان صاحبكم - اي الإمام الصادق - على ما تذكرونه، قال: فقلت له: على الخبير سقطت، قال: فقال: هات! فقلت له: كنا نأتي أخاك محمد بن علي (ع) نسأله فيقول: قال رسول الله (ص) وقال الله عز وجل في كتابه، حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت في من أتينا، فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه حتى آتينا ابن أخيك جعفر، فقال لنا كما قال أبوه: قال رسول الله (ص) وقال تعالى، فتبسم، وقال: اما والله ان قلت هذا فان كتب علي عنده 1.
ولهذا أقال ابن شبرمة: ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن محمد الا كاد ان يتصدع قلبه، قال:
حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله - وقال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جده ولا جده على رسول الله قال: قال رسول الله " من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك 2.
ولما كان الأئمة يعتمدون قول الله ورسوله في بيان الاحكام وعلماء مدرسة الخلفاء يعتمدون الرأي والقياس فيه، لهذا كان يقع الخلاف بين المدرستين في بيان الاحكام كما نرى مثاله في الحديث الآتي:
روى عذافر الصيرفي، قال: كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (ع) فجعل يسأله، وكان أبو جعفر له مكرما فاختلفا في شئ فقال أبو جعفر (ع): يا بني!
قم فاخرج كتابا مدروجا عظيما ففتحه وجعل ينظر حتى اخرج المسألة فقال أبو جعفر (ع) هذا خط علي واملاء رسول الله (ص) واقبل على الحكم وقال: يا أبا محمد اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل 3.