تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها 1 ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة. ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيت وخاصته وشيعته فقال: قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (ص) متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته. ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله (ص) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله (ص)، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) 2 فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله (ص)، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (ع) 3 ورددت صاع رسول الله (ص) كما كان 4، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله (ص) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد 5 ورددت قضايا من الجور قضي بها 6، ونزعت نساءا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن 7 واستقبلت بهن الحكم في الفروج والاحكام، وسبيت ذراري بني تغلب 8، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت
(٣٥٣)