وما قاله أبو حنيفة فمخالف لظاهر الآية فان الله تعالى سمى لرسوله وقرابته شيئا وجعل لهما في الخمس حقا كما سمى الثلاثة الأصناف الباقية فمن خالف ذلك فقد خالف نص الكتاب، واما حمل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على سهم ذي القربى في سبيل الله فقد ذكر لأحمد فسكت وحرك رأسه ولم يذهب إليه ورأي أن قول ابن عباس ومن وافقه أولى لموافقته كتاب الله وسنة رسول الله (ص)... " 1 ورآى أبو يعلى والماوردي ان تعيين مصرف الخمس منوط باجتهاد الخلفاء 2.
لقد طال بنا الحديث عن اجتهاد الخلفاء في الخمس وحق ابنة الرسول وتشعب ولابد لنا من أجل استيعاب الفكرة واخذ النتيجة ان نلخص البحث ونضيف إليه بعض الايضاحات في ما يلي:
خلاصة البحث:
من أجل فهم مغزى اجتهاد الخلفاء في الخمس وفي حق ابنة الرسول بعد ما لابسهما الغموض خلال احقاب طويلة اضطررنا أولا إلى درس المصطلحات الاسلامية:
الزكاة والصدقة والفئ والصفي والأنفال والغنيمة والخمس فوجدنا:
أ - ان الزكاة في الشرع الاسلامي بمعنى: عامة حق الله في المال.
ب - والصدقة: اسم لما يجب اخراجه من النقدين والغلات والانعام إذا بلغ أحدها النصاب، وما فرض دفعه يوم عيد الفطر. ومما يدل على ما ذكرنا ان الخمس والصدقة والصفي ذكرت في كتاب رسول الله لبيان أنواع الزكاة إذا فالصدقة صنف من أصناف الزكاة وليس مرادفة لها، وبالإضافة إلى ذلك لنا ان نقول: كيف تكون الزكاة بمعنى الصدقة وقد وردت في الآيات المكية وقبل ان ينزل تشريع الصدقة في المدينة 3. وعلى ضوء ما ذكرنا تفسر الزكاة في الحديث الشريف " إذا أديت زكاة مالك