تأول الخليفة أبو بكر حديثا رواه هو، فمنع ابنة الرسول من ارث أبيها، واجتهد فرفع الخمس عن ذوي قربى الرسول وعلى ذلك انتهى عهده!
على عهد عمر قال الإمام علي في جواب سؤال من قال له: بابي وأمي ما فعل أبو بكر وعمر في حقكم أهل البيت من الخمس...
ان عمر قال: لكم حق ولا يبلغ علمي إذا كثر أن يكون لكم كله فان شئتم أعطيتكم منه بقدر ما أرى لكم. فأبينا عليه الا كله فأبى أن يعطينا.
أراد عمر أن يدفع إلى الامام والى عمه العباس بعض تركة النبي في المدينة وكان كل ذلك بعد ما انهالت الثروة عليهم على أثر اتساع الفتوح.
اجتهد عمر فاستمر على منع ذوي القربى من سهامهم في الخمس واجتهد فاستمر على مصادرة تركة الرسول، وأخيرا لما انهالت الثروة عليهم اجتهد وأراد أن يدفع إليهم بعضها وعلى هذا إنتهى عهده.
على عهد عثمان اعطى عثمان خمس غزوة إفريقيا الأولى عبد الله بن أبي سرح ابن خالته وأخاه من الرضاعة وأعطى خمس الغزوة الثانية ابن عمه وصهره مروان بن الحكم واقطعه فدك، واقطع الحارث ابن عمه وصهره المهزور موضع سوق بالمدينة، وكان رسول الله قد تصدق به على المسلمين، وأعطى عمه الحكم صدقات قضاعة، وإذا أمسى عامل صدقات المسلمين على سوق المسلمين اتاها عثمان فقال له: ادفعها إلى الحكم، قال البيهقي في ما أقطع عثمان من تركة الرسول ذوي قرباه: تأول في ذلك ما روي عن رسول الله إذا أطعم الله نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده وكان مستغنيا عنها بماله فجعله لأقربائه ووصل بها رحمهم.
إذا اجتهد عثمان فأقطع أقرباءه تركة الرسول وصدقاته، واجتهد فأعطاهم الخمس، واجتهد فأعطاهم الصدقات. اجتهد ثم اجتهد ثم اجتهد. فما أوسع باب هذا الاجتهاد!