فكتب إلى الجواب أما بعد فان محمدا كان أمين الله في خلقه فلما قبض النبي كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام، وما من فئة تضل مائة وتهدى مائة إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق.
وأن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، ويوردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيمة، نحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، ومن تبعنا نجى والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو يحبنا كان على الله حقا أن يبعثه معنا.
نحن نور لمن تبعنا، وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شئ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، بنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا أنزل الله قطر السماء وبنا آمنكم من الغرق في بحركم ومن انخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم، وفي قبوركم، وفي محشركم، وعند الصراط، وعن الميزان، وعند دخول الجنان.
ومثلنا في كتاب الله، كمثل مشكاة والمشكاة في قنديل فنحن المشوكة فيها المصباح، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية لا دعية ولا منكرة يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار.
القرآن نور على نور، يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم.
فالنور علي، يهدى الله لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه فيرى برهانه، ظاهرة عند الله حجته، حقا على الله أن يجعل أولياءنا المتقين