تير، والعاشرة مرداد، والحادية عشرة شهريور، والثانية عشرة مهر، وكانت مداينهم اسفندار، وهي التي ينزلها ملكهم، وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن ابن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلام وكان بها العين والصنوبرة.
وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة، وأجروا إليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة فنبتت الصنوبرة وصارت شجرة عظيمة، وحرموا ماء العين والأنهار فلا يشربوا منها ولا أنعامهم ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حياة آلهتنا، فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها، ويشربون هم و أنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها، فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطح دخان تلك الذبايح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا للشجرة سجدا من دون الله عز وجل يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم.
فكان الشيطان يجيئ ويحرك أغصانها، ويصيح من ساقها صياح الصبي: إني قد رضيت عنكم عبادي، فطيبوا نفسا وقروا عينا، فيرفعون رؤسهم عند ذلك، ويشربون الخمر، ويضربون بالمعازف، ويأخذون الدستبنذ، فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون وإنما سمت العجم شهورها بآبان ماه، وآذر ماه وغيرها اشتقاقا من أسماء تلك القرى يقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد قرية كذا حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم، فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه أنواع الصور.
وجعلوا له اثني عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم فيسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق ويقربون لها الذبايح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم، فيجئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا، ويتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدم ويمنيهم أكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين في تلك الشجرات الأخر للبقاء فيرفعون رؤسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط مالا يفيقون ولا يتكلمون من