213 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن مسافر قال: أمر أبو - إبراهيم عليه السلام حين اخرج به أبا الحسن عليه السلام أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره قال: فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز، ثم يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلى منزله، قال فمكث على هذه الحال أربع سنين، فلما كان في ليلة من الليالي أبطأ عنا وفرش له فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا ودخلنا أمر عظيم من إبطائه، فلما كان من الغد أتى الدار ودخل إلى العيال وقصد إلى أم أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبى فصرخت ولطمت وجهها وشقت جيبها وقالت: مات والله سيدي.
فكفها وقال لها: لا تكلمني بشئ ولا تظهريه حتى يجيئ الخبر إلى الوالي، فأخرجت إليه سفطا وألفى دينار أو أربعة آلاف دينار، فدفع ذلك أجمع إليه دون غيره، وقالت: إنه قال لي فيما بيني وبينه - وكانت أثيرة عنده - (1) احتفظي بهذه الوديعة عندك، لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت، فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه، واعلمي أني قدمت، وقد جائني والله علامة سيدي، فقبض ذلك منها وأمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر، وانصرف فلم يعد لشئ من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه فعددنا الأيام و تفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن عليه السلام ما فعل، من تخلفه عن المبيت وقبضه لما قبض (2).
214 - مواليد الأئمة بالإسناد إلى الرضا عليه السلام قال: ومضى أبو الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام وهو ابن أربع وخمسين سنة من عام مائة وثلاث وثمانين وكان مولده في عام مائة وتسع وعشرين سنة من الهجرة وكان مقامه مع أبيه تسع عشرة سنة وبعد أبيه خمسا وثلاثين سنة ومضى له أربعا وخمسون سنة (3).