قالوا نقمنا منه أشياء لو كان حاضرا لكفرناه بها وعلي (ع) وراءه يسمع ذلك فقال (ع): انا علي بن أبي طالب فتكلموا بما نقمتم علي، قالوا نقمنا عليك أولا إنا قاتلنا معك بالبصرة لما أظفرك الله تعالى بهم أبحتنا ما كان في عسكرهم ومنعتنا النساء والذرية فكيف تستحل ما كان في العسكر ولا تستحل ما كان في العسكر ولا تستحل النساء والذرية؟ فقال (ع): إن أهل البصرة قاتلونا وبدؤنا بالقتال فلما ظفرتم اقتسمتم سلب من قاتلكم ومنعتكم النساء والذرية فإن النساء لم يقاتلن، والذرية ولدوا على الفطرة ولم ينكثوا ولا ذنب لهم ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من على المشركين فلا تعجبوا ان مننت على المسلمين فلم أسب نساءهم ولا ذريتهم.
فقال ابن عباس: أتسبون أمكم عائشة فوالله لئن قتلتم ليس بأنكم قد خرجتم من الاسلام، وان قتلتم لنسبها ونستل منها ما نستحلل من غيرها فأنتم بين ضلالتين إن الله عز وجل قال: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فقالوا: نقمنا عليك يوم صفين وقت الكتاب انك قلت لكاتبك اكتب هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فأبى معاوية أن يقبل إنك أمير المؤمنين فمحوت اسمك من امرة المؤمنين وقلت لكاتبك اكتب هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية، فإن لم تك أمير المؤمنين ونحن المؤمنين فلست بأميرنا فقال (ع): يا هؤلاء إنما اقتديت برسول الله حين صالح أبا سفيان وسهيل بن عمرو.
ولما محا اسمه من الرسالة يوم الحديبية قالوا: انا نقمنا عليك إنك قلت للحكمين انظروا في كتاب الله تعالى فان كنت أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة وإن كان معاوية أفضل مني فاثبتاه فان كنت شاكا في نفسك فنحن أشك فيك فقال (ع) إنما أردت بذلك النصفة فإني لو قلت للحكمين احكما لي واتركا معاوية كان الناس لا يرضون بذلك والنبي (ص) قال لنصارى نجران لما قدموا: تعالوا حتى نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فانصفهم من نفسي ولم اعلم بما أراد عمرو بن العاص من خديعة أبو موسى، قالوا نقمنا عليك فلان وفلان وذكروا أشياء فأجابهم عليه السلام.
ثم قال: فهل عندكم شئ غير هذا تحتجون به علي؟ فسكت القوم ثم صاح جماعة منهم من كل ناحية التوبة يا أمير المؤمنين، واستأمن ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف، فأقبل علي على الذين استأمنوا إليه وقال (ع): اعتزلوا في وقتكم هذا