شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
الله تعالى بيننا وبينكم، من لثغور الشام بعد أهل الشام، ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق. من لجهاد الروم والترك والكفار، ورفع في عسكر معاوية خمسمائة مصحف كان من جملتها مصحف الامام وحملوه على أربع رماح.
قال ابن أبي الحديد، في شرح النهج: وأصبحوا وقد رفعوا المصاحف على رؤس الرماح وهم ينادون كتاب الله بيننا وبينكم، فلما نظر أهل العراق إلى ذلك تقاعدوا عن الحرب، فجاء من أصحابه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد سالين سيوفهم، ووضعوها على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود، ويتقدمهم القراء وهم الذين صاروا خوارج بعد ذلك فنادوه بإسمه لا بإمرة المؤمنين، يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم، فقال لهم:
يا أيها الناس، اني أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وفلان وفلان ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن اني اعرف بهم منكم، صحبتهم صغارا ورجالا فكانوا شر صغار وشر رجال، ويحكم إنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنهم لا يعرفونها ولا يعملون بها، وما رفعوها إلا للخديعة والوهن والمكيدة، ويحكم انا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه وليس يحل لي ولا يسعني في ديني ان ادعى إلى كتاب الله فلا اقبله، اني إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم القرآن فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم ونقضوا عهده ونبذوا كتابه، ولكني قد أعلمتكم انهم قد كادوكم وإنهم ليس العمل بالقرآن يريدون، قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير وقد أشرف على عسكر معاوية ليدخله فاضطر علي (ع) وأرسل إليه يزيد بن هاني إن إئتني، اتاه فبلغه فقال الأشتر: قل له ليس هذه الساعة التي ينبغي لك ان تزيلني عن موقفي اني قد رجوت الفتح فلا تعجلني، فرجع يزيد بن هاني إلى علي (ع) وأخبره بمقالة الأشتر.
قال الراوي: فعند ذلك ارتفع الوهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والادبار على أهل الشام، فقال القوم لعلي: ما نراك إلا قد أمرت الأشتر بالقتال، قال (ع): أرأيتموني شاورت رسولي إليه أوليس كلمته على رؤس الاشهاد علانية وأنتم تسمعون؟ قالوا: فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك، فقال (ع) ويحك يا يزيد قل له اقبل إلى فان الفتنة قد وقعت
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المجلس الأول في مولد النبي (ص) الذي اهتزله الكون 208
2 المجلس الثاني في رضاع النبي (ص) والتي أرضعته 212
3 المجلس الثالث في مولد علي أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكعبة 216
4 المجلس الرابع في فضل يوم الغدير وكونه من الأعياد الاسلامية 221
5 المجلس الخامس في بعثة النبي (ص) واصداعه بالرسالة 224
6 المجلس السادس في ما ورد على النبي (ص) من مشركي قريش 228
7 المجلس السابع في ذكر حالات وصفات خديجة أم البنين 232
8 المجلس الثامن في مبيت الإمام علي (ع) على فراش النبي ليلة الدباب 236
9 المجلس التاسع في ذكر حالات وصفات زينب بنت رسول الله (ص) 238
10 المجلس العاشر في وفاة رقية بنت رسول الله (ص) 242
11 المجلس الحادي عشر في ذكر ولادته وولادة الصديقة الزهراء فاطمة (ع) 244
12 المجلس الثاني عشر في ذكر زفاف الصديقة فاطمة عليها السلام 249
13 المجلس الثالث عشر في ولادة الامام الحسن السبط (ع) 255
14 المجلس الرابع عشر في ولادة الامام الحسين الشهيد عليه السلام 258
15 المجلس الخامس عشر في نزول سورة هل أتى على الانسان حين الخ 263
16 المجلس السادس عشر في بيع الامام علي (ع) الحديقة للأعرابي بدون عوض 267
17 المجلس السابع عشر في غزوة بدر الشهيرة في التاريخ الاسلامي 270
18 المجلس الثامن عشر في غزوة بدر المقدمة الذكر أيضا 273
19 المجلس التاسع عشر في غزوة أحد المعروفة في التاريخ 277
20 المجلس العشرون في فضائل حمزة بن عبد المطلب وشهادته 281
21 المجلس الحادي والعشرون في غزوة الأحزاب وبيان تفصيلها 287
22 المجلس الثاني والعشرون في غزوة خيبر وبيان تفصيلها 290
23 المجلس الثالث والعشرون في غزوة ذات السلاسل 293
24 المجلس الرابع والعشرون في فتح غزوة موتة وفضائل جعفر المنصوصة 297
25 المجلس الخامس والعشرون في فتح مكة المكرمة 301
26 المجلس السادس والعشرون في غزوة حنين وبيان تفصيلها 307
27 المجلس السابع والعشرون في غزوة تبوك وبيان تفصيلها 312
28 المجلس الثامن والعشرون في حرب الجمل المشهورة 317
29 المجلس التاسع والعشرون في شجاعة البطل الهاشمي محمد بن الحنفية (ع) 320
30 المجلس الثلاثون في صفات وحالات عائشة أم المؤمنين 322
31 المجلس الحادي والثلاثون في وقعة صفين ومعجزات الامام علي (ع) 325
32 المجلس الثاني والثلاثون في وقعة صفين وشجاعة الامام علي (ع) 328
33 المجلس الثالث والثلاثون في صفين وحالات مالك الأشتر النخعي 331
34 المجلس الرابع والثلاثون في صفين وحالات عمار بن ياسر 335
35 المجلس الخامس والثلاثون في صفين وليلة الهرير المعروفة 338
36 المجلس السادس والثلاثون في صفين وقصة الحكمين 342
37 المجلس السابع والثلاثون في قصة أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص 346
38 المجلس الثامن والثلاثون في وقعة الخوارج ورجوع الامام علي (ع) من صفين 349
39 المجلس التاسع والثلاثون في مواعظ النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقومه وأصحابه 354
40 المجلس الأربعون في كرامات المؤمن التقي عند الله جل شأنه 357
41 المجلس الحادي والأربعون في ما أوحى إلى النبي عيسى روح الله (ع) 359
42 المجلس الثاني والأربعون في زيارة أهل القبور المستحبة المنصوصة 361
43 المجلس الثالث والأربعون في وصف المحشر وجهنم وهو لهما 364
44 المجلس الرابع والأربعون في المواعظ والحكم والاجتناب عن المعاصي 366
45 المجلس الخامس والأربعون في الأمهات الأربعة الآداب والعبادات والأماني والأدوية 368
46 المجلس السادس والأربعون في كيف أصبحت؟ وجواب الامام الحسين (ع) عليه 370
47 المجلس السابع والأربعون في بر الوالدين ووجوب إطاعتهما وحقوقهما وعقوقهما 371
48 المجلس الثامن والأربعون في ما ورد في فضل صلة الأرحام وعدم قطعهم 376
49 المجلس التاسع والأربعون في أن أولاد الزهراء فاطمة (ع) هم أولاد النبي بالنص 378
50 المجلس الخمسون في ما هو مكتوب ومسطور على أبواب الجنة والنار 382
51 المجلس الحادي والخمسون في شرائط واستجابة الدعاء تحت قبة سيد الشهداء 384
52 المجلس الثاني والخمسون في سؤال الامام الصادق (ع) عن بعض تلامذته 385
53 المجلس الثالث والخمسون في فضل العلم وفضيلة العلماء وسيرة الشيخ المفيد 387
54 خاتمة الكتاب وفيها مطالب شريفة ومقدمات نفيسة 392