وقال (ع): الحمد لله الذي جعل مصيرك إلى النار فما أفلت منهم إلا تسعة أنفس ورجلان هربا إلى خراسان إلى ارض سجستان وبهما نسلهما، ورجلان صارا إلى بلاد الجزيرة إلى موضع يسمى السن، ورجلان صارا إلى بلاد عمان وفيهما نسلهما إلى الان ورجلان صارا إلى بلد اليمن ويقال لهم الأباضية، ورجل آخر هرب إلى البر، ثم بعد ذلك دخل الكوفة وهو عبد الرحمن بن ملجم ولم يقتل من أصحاب أمير المؤمنين (ع) إلا تسعة، أخبر أمير المؤمنين (ع) بذلك قبله.
وعن الباقر (ع): إنه لما رجع أمير المؤمنين (ع) من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال عليه السلام: سيروا وجنبوا عنها فلما ان أتى يمنه السواد إذا هو براهب في صومعة له فقال (ع): يا راهب أنزل ها هنا؟ قال: لا تنزل هذه الأرض بجيوشك إنه لا ينزلها نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله تعالى هكذا نجد في كتبنا فقال (ع): فانا وصي الأوصياء وانا علي بن أبي طالب وصي سيد الأنبياء.
قال الراهب: فأنت إذا اطلع قريش ووصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: انا ذلك فنزل الراهب وقال: خذ على شرائع الاسلام اني وجدت في الإنجيل نعتك وانك تنزل ارض براثي ببيت مريم، وارض عيسى، فقال له أمير المؤمنين (ع) قف ولا تخبرنا بشئ ثم أتى موضعا فقال الكزوه فلكزه رجل فانبجست عين خرارة فقال عليه السلام هذه عين مريم عليها السلام التي انبعثت بها ثم قال (ع): اكشفوا هنا على سبع عشرة ذراعا فكشف فإذا صخرة بيضاء فقال عليه السلام: على هذه الصخرة وضعت مريم عيسى (ع) عن عاتقها وصت ها هنا فنصب أمير المؤمنين عليه السلام الصخرة فصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام ثم قال: ارض براثا هذا بيت مريم عليها السلام، هذا الموضع المقدس صلى فيه الأنبياء وصلى فيه إبراهيم الخليل، عن جويرية بن مسهر قال: اقبلنا مع علي عليه السلام من النهروان. فلما صرنا في ارض بابل حضر وقت الصلاة فقال (ع) أيها الناس إن هذه ارض ملعونة قد خسفت بها مرتين من الدهر وهي إحدى المؤتفكات وهي أول ارض عبد فيها وثن لا ينبغي لنبي أو وصي نبي ان يصلي فيها وضرب بغلة رسول الله (ص) وسار فتبعته فوالله ما بلغ سوري حتى غربت الشمس وظهر الليل فالتفت إلي، وقال (ع): يا جويرية صليت؟ قلت: نعم فنزل فأذن وتنحى عني فحسبته يتوضأ ثم دعا بكلام فحسبته بالعبرانية أو من التوراة فإذا الشمس قد بدت راجعة حتى