السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وقال (ص): إن الشهداء وسائر المؤمنين إذا زارهم المؤمن وسلم عليهم عرفوا وردوا عليه السلام ولا يمر أحد بالمقابر إلا وينادي من أهل القبور يا غافلا لو علمت بما نحن فيه لذاب جسمك ولحمك كما يذوب الملح في الماء.
وعنه (ص) الموتى ينادون في كل يوم ثلاث مرات من قبورهم، يا أهل الديار عجلوا عجلوا فإنما نحن محبوسون من اجلكم الرحيل، ولا تحبسوا اخوانكم خربوا ما بنيتم واتركوا ما جمعتم، نورتم البيوت، وأظلمتم القبور، ووسعتم البيوت، وضيقتم القبور.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ما من يوم يمضي إلا وملك يهتف يا أهل القبور من تغبطون اليوم فيقولون: نغبط أهل المساجد، يصلون في مساجدهم ويصومون ويتصدقون، ولا نقدر ان نصلي ونصوم ونتصدق، وقال (ص): ما من ميت يوضع على سريره فيخطي به ثلاث خطوات إلا وينادي بنداء يسمعه ما شاء الله من الخلائق غير الثقلين فيقول:
يا أخوتاه يا خداماه يا حملة نعشاه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني، ولا يلعبن بكم الزمان كما لعب بي خلفت ما جمعت لورثتي ولم يحملوا من خطيئتي شيئا، والديان يحاسبني وأنتم تشيعون جنازتي ثم تدعونني في لحدي ثم تسلمونني إلى منكر ونكير.
وا ندامتاه وا ندامتاه وا ندامتاه، وقال (ص): إن أشد الأحوال على الميت حين يدخل الغسال داره لغسله فيخرج خواتيم الشباب من أصابعهم، وينزع قميص العروس من بدنها، ويرفع عمائم المشايخ عن رؤسهم فعند ذلك يقول بصوت يسمع الخلائق غير الثقلين: يا غسال بالله عليك انزع ثيابي بالرفق فأني الان استرحت من مخاليب ملك الموت، فإذا صب الماء صاح كذلك، فإذا رفع عن المغتسل وشد مواضع قدميه بالكفن يقول: بالله عليك لا تشد رأس كفني لأرى وجه أهلي وأولادي وعروسي التي كنت أحبها، وانظر إلى وجه أقربائي وأحبائي وإخواني وجيراني ورفقائي، فإن هذا آخر رؤياي فإذا اخرج من الدار نادى بالله عليكم يا حملة نعشي لا تعجلوا بي حتى أودع داري التي بنيتها وزينتها، ونقشتها بأنواع النقوش وأهلي ومالي وأولادي، فان هذا خروج لا مرد بعده إلى يوم القيامة، فإذا رفعت الجنازة نادى يا حملة نعشي بالله عليكم لا تعجلوا بي حتى اسمع أصوات أولادي الذين يعولون خلف جنازتي، وعروسي التي تبكي علي ووالدي الذي تقوس ظهره، ووالدتي التي شدت وسطها بالمنديل لمفارقتي