وقال بعض المحققين: الغرض من هذا الحديث أن يبين أن تفاضل درجات الايمان بقدر السبق والمبادرة إلى إجابة الدعوة إلى الايمان، وهذا يحتمل عدة معان:
أحدها أن يكون المراد بالسبق السبق في الذر، وعند الميثاق، كما روي أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله بأي شئ سبقت ولد آدم؟ قال: إنني أول من أقر بربي إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فكنت أول من أجاب (1) وعلى هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة وأواخرها أوائلها وأواخرها في الاقرار والإجابة هناك، فالفضل للمتقدم في قوله " بلى " والمبادر إلى ذلك ثم المتقدم والمبادر.
والمعنى الثاني أن يكون المراد بالسبق السبق في الشرف والرتبة، والعلم والحكمة، وزيادة العقل، والبصيرة في الدين ووفور سهام الايمان الآتي ذكرها (2) ولا سيما اليقين كما يستفاد من الاخبار الآتية، وعلى هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة وأواخرها أوائلها وأواخرها في مراتب الشرف والعقل والعلم، فالفضل للأعقل والأعلم والاجمع للكمالات، وهذا المعنى يرجع إلى المعنى الأول لتلازمهما ووحدة مالهما واتحاد محصلهما والوجه في أن الفضل للسابق على هذين المعنيين ظاهر لامرية فيه ومما يدل على إرادة هذين المعنيين اللذين مرجعهما إلى واحد قوله عليه السلام:
" ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون " إلى قوله " من قدم الله " ولا سيما قوله " أبى الله أن يدرك آخر درجات الايمان أولها " ومن تأمل في تتمة الحديث أيضا حق التأمل يظهر له أنه المراد إنشاء الله تعالى.
والمعنى الثالث أن يكون المراد بالسبق السبق الزماني في الدنيا عند دعوة