أو منه عليه السلام زاده للبيان والتفسير، وهذه الزيادة مذكورة في سورة الزخرف حيث قال: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " (1) فيحتمل أن تكون الزيادة للإشارة إلى الآيتين.
قيل: ورفع بعضهم درجات بأن فضله على غيره من وجوه متعددة، وبمراتب متباعدة، وهو محمد صلى الله عليه وآله، فإنه خص بالدعوة العامة، والحجج المتكاثرة والمعجزات المستمرة، والآيات المترتبة المتعاقبة بتعاقب الدهر، و الفضائل العلمية والعملية الفائتة للحصر والابهام، لتفخيم شأنه كأنه العلم المتعين لهذا الوصف المستغني عن التعيين، وقيل: إبراهيم خصصه بالخلة التي هي أعلى المراتب، وقيل: إدريس لقوله تعالى " ورفعناه مكانا عليا " (2) وقيل: أولوا العزم من الرسل وبعد ذلك " وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ".
" وقال " أي في سورة أسرى " ولقد فضلنا " الخ (3) قال البيضاوي: أي بالفضائل النفسانية والتبري عن العلائق الجسمانية لا بكثرة الأموال والاتباع حتى داود، فان شرفه بما أوحي إليه من الكتاب لا بما أوتي من الملك، وقيل:
هو إشارة إلى تفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله " وآتينا داود زبورا " تنبيه على وجه تفضيله، وهو أنه خاتم الأنبياء، وأمته خير الأمم، المدلول عليه بما كتب في الزبور، من " أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " (4).
" وقال " أي في سورة أسرى أيضا قيل: هو عطف على " ثم ذكر " لا على قوله " فقال " لعدم اختصاص ما يذكر بعده بالأولياء، بل هو في مطلق المؤمنين " كيف فضلنا " قيل أي في الرزق، وفي المجمع بأن جعلنا بعضهم أغنياء، وبعضهم فقراء وبعضهم موالي، وبعضهم عبيدا، وبعضهم أصحاء، وبعضهم مرضى، على حسب