لم يلم أحد أحدا (1).
بيان: " لم يلم أحد أحدا " أي في عدم فهم الدقائق، والقصور عن بعض المعارف أو في عدم اكتساب الفضائل والأخلاق الحسنة، وترك الاتيان بالنوافل والمستحبات وإلا فكيف يستقيم عدم الملامة على ترك الفرائض والواجبات، وفعل الكبائر والمحرمات، وقد مر أن الله تعالى لا يكلف الناس إلا بقدر وسعهم، وليسوا بمجبورين في فعل المعاصي، ولا في ترك الواجبات، لكن يمكن أن لا يكون في وسع بعضهم معرفة دقائق الأمور، وغوامض الاسرار، فلم يكلفوا بها وكذا عن تحصيل بعض مراتب الاخلاص واليقين وغيرها من المكارم، فليسوا بملومين بتركها فالتكاليف بالنسبة إلى العباد مختلفة بحسب اختلاف قابلياتهم واستعداداتهم. ولا يستحق من لم يكن قابلا لمرتبة من المراتب المذكورة أن يلام لم لا تفهم هذا المعنى، ولم لا تفعل الصلاة كما كان أمير المؤمنين عليه السلام يفعله مثلا وهكذا.
قوله عليه السلام " بلغ بها " كأنه جعل كل جزء من السهام السبعة المتقدمة سبعة. قوله عليه السلام " فجعل الجزء عشرة أعشار " كأن هذا للتأكيد والتوضيح ودفع توهم أن المراد جعل كل جزء عشرا من مرتبة فوقه، فيصير المجموع أربعمائة وتسعين عشرا " حتى بلغ به " الباء للتعدية، والضمير راجع إلى الايمان أو إلى الرجل المطلق المفهوم من " رجل " لا إلى الرجل المذكور، ولا إلى آخر لاختلال المعنى، وهذا أظهر، لقوله حتى بلغ بأرفعهم " إلا عشر جزء " أي من القابلية أو قابلية عشر جزء من الايمان، وهكذا في البواقي.
4 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد: لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك