فصاروا شاكين، وثانيهما أنهم لما أنكروا ظاهرا ما عرفوا يقينا نسبهم إلى الامتراء وألحقهم بالشاكين، لان اليقين إنما يكون إيمانا إذا لم يقارن الانكار الظاهري فلذا سلبهم الروح الذي هو لازم الايمان، ويؤيده أن في البصائر " ابتلاهم الله بذلك الذم " وهذان الوجهان مما خطر، بالبال في غاية المتانة.
" وأسكن أبدانهم " تخصيص تلك الأرواح بالأبدان لان الروحين الآخرين ليسا مما يسكن البدن، وإن كانا متعلقين به.
واعلم أن الروح يذكر ويؤنث وإنما بسطنا الكلام في شرح هذا الخبر لأنه لم يتعرض أحد لايضاح الدقائق المستنبطة منه.
4 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار عن صباح بن سيابة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقيل له: ترى الزاني حين يزني وهو مؤمن؟ قال: لا، إذا كان على بطنها سلب الايمان منه، فإذا قام رد عليه قال: فإنه إن أراد أن يعود؟ قال: ما أكثر من يهم أن يعود ثم لا يعود (1).
5 - ثواب الأعمال: عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله عز وجل " وأيدهم بروح منه " ذلك الذي يفارقه (2).
الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال مثله (3).
بيان: حاصله أن يفارقه كمال الايمان ونوره وما به يترتب عليه آثاره إذ الايمان والتصديق بدون تأثيره في فعل الطاعات وترك المناهي كبدن بلا روح وقد عرفت أنه قد يطلق على ملك موكل بقلب المؤمن يهديه، في مقابلة شيطان يغويه، وعلى نصرة ذلك الملك، ولا ريب في أن المؤمن إذا زنى فارقه روح الايمان