والأعمال والأخلاق. " أنفع " بصيغة المصدر أي نافع، ويحتمل الماضي، وكذا " أو ضر " يحتملهما، والأول أظهر فيهما، وفيه حث على مراقبة النفس في جميع الحالات، ومحاسبتها في جميع الحركات والسكنات، ليعلم ما ينفعها، فيجلبها ويزيد منها، وما يضرها فيجتنبها.
" فبما يعرف الناجي من هؤلاء " أي من يكون أمره آئلا إلى النجاة من المهالك وعقوبات الآخرة " فقال من كان فعله لقوله موافقا " أي لقوله الحق، وهو ما يأمر الناس به من الخيرات والطاعات وترك المنكرات، أو لما يدعيه من الايمان بالله واليوم الآخر والأنبياء والأوصياء عليهم السلام، فان مقتضى ذلك العمل بما يأمره الله تعالى، ويوجب الوصول إلى مثوباته، والنجاة من عقوباته، ومتابعة أئمة الدين في أقوالهم وأفعالهم، أو لما يدعي لنفسه من الكمالات، وما نصب نفسه له من الحالات والدرجات أو الجميع.
" فأثبتت له الشهادة " على صيغة المجهول أي يشهد الله تعالى وملائكته وحججه عليهم السلام وكمل المؤمنين بأنه من الناجين، لاتصافه بكمال الحكمة النظرية لقوله الحق، وكمال الحكمة العملية لعمله بأقواله الحقة، وفي بعض النسخ " فأتت ". " ومن لم يكن فعله لقوله موافقا " أي بأن يكون قوله حقا وفعله باطلا كما هو شأن أكثر الخلق " فإنما ذلك مستودع " إيمانه، غير ثابت فيه، فيحتمل أن يبقى على الحق ويثبت له الايمان، وتحصل له النجاة، وأن يزول عن الحق ويعود إلى الشقاوة، ويستحق الويل والحسرة والندامة.
3 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغيره، عن عيسى شلقان قال: كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسى عليه السلام ومعه بهمة، قال: فقلت: يا غلام ما ترى ما يصنع أبوك؟ يأمرنا بالشئ ثم ينهانا عنه: أمرنا أن نتولى أبا الخطاب، ثم أمرنا أن نلعنه ونتبرأ منه؟ فقال أبو الحسن عليه السلام وهو غلام: إن الله خلق خلقا للايمان لا زوال له، وخلق خلقا للكفر لا زوال له، وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الايمان، يسمون المعارين، إذا