العقبة، ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا، ثم قال: الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت وقال عليه السلام: بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة (1) " وتواصوا " أي أوصى بعضهم بعضا " بالصبر " على طاعة الله " بالمرحمة " أي بالرحمة على عباده أو بموجبات رحمة الله " أولئك أصحاب الميمنة " أي اليمين أو اليمن " والذين كفروا بآياتنا " قيل: أي بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب وحجة أو بالقرآن " هم أصحاب المشئمة " أي الشمال أو الشؤم " عليهم نار مؤصدة " أي مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته وأغلقته وقال علي بن إبراهيم: " أصحاب الميمنة " أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام " والذين كفروا بآياتنا " قال: الذين خالفوا أمير المؤمنين عليه السلام " هم أصحاب المشئمة " قال: المشئمة أعداء آل محمد عليهم السلام " نار مؤصدة " قال: أي مطبقة (2).
1 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد، وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء، أو قال: قلة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف وحسن الخلق، وسعة الخلق، واتباع العلم، وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد صلى الله عليه وآله وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما.
ألا ففي هذا فارغبوا! إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه، وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه، يناجي الذي