حالا عن الايمان، وأن يكون ضمير له ويدعوه راجعا إليه وضمير به وإليه للعمل أي يشهد الكتاب للايمان بأنه عمل، ويدعو الكتاب الايمان إلى أنه عمل انتهى ولا يخفى بعدهما وفي تفسير العياشي: يشهد له بها الكتاب ويدعو إليه، فضمير بها راجع إلى الحجة (1) وقوله " واضح " و " ثابتة " نعتان للفرض.
" للايمان حالات " كأنه إشارة إلى الحالات الثلاث الآتية أي التام والناقص والراجح، والدرجات مراتب الرجحان فإنها كثيرة بحسب الكمية والكيفية والطبقات مراتب النقصان، والمنازل ما يلزم تلك الدرجات والطبقات من القرب إليه سبحانه والبعد عنه، والمثوبات والعقوبات المترتبة عليها.
وقيل: إشارة إلى أن للايمان مراتب متكثرة، وهي حالات الانسان باعتبار قيامها به، ودرجات باعتبار ترقيه من بعضها إلى بعض، وطبقات باعتبار تفاوت مراتبها في نفسها وكون بعضها فوق بعض، ومنازل باعتبار أن الانسان ينزل فيها ويأوي إليها.
" فمنه التام " وهو إيمان الأنبياء والأوصياء عليهم السلام لاشتماله على جميع أجزاء الايمان من فعل الفرائض وترك الكبائر وإن تفاوتت بانضمام سائر المكملات من المستحبات وترك المكروهات زيادة ونقصانا أو المراد بالتام المنتهى تمامه درجة النبي صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام " ومنه الناقص البين نقصانة " وهو أقل مراتب الايمان الذي بعده الكفر، ومنه الراجح، وفيه أفراد غير متناهية باعتبار التفاوت في الكمية والكيفية.
ثم إنه يحتمل الكلام وجهين: أحدهما أن يكون الايمان المشتمل على فعل الفرائض وترك الكبائر حاصلا في الجميع لعدم صدق الايمان بدون ذلك، ويكون الدرجات والمنازل باعتبار تلك الأعمال ونقصها، وانضمام فعل سائر الواجبات وترك سائر المحرمات، وفعل المندوبات وترك المكروهات بل المباحات، والاتصاف بالأخلاق السنية والملكات العلية، وثانيهما أن يكون القدر المشترك حصول