تجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير ولا تحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة، وعلى هذه اللغة قوله صلى الله عليه وآله: " اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف " (1) كل ذلك ذكرها في المصباح.
وخامسها: الطاعون وهو الموت من الوباء.
وسادسها: اختلاف يبددهم: أي اختلاف بالتدابر والتقاطع والتنازع يبددهم ويفرقهم تفريقا شديدا تقول: بددت الشئ من باب قتل إذا فرقته و التثقيل مبالغة وتكثير، وقيل يأتي عليهم سنون إلى هنا دعاء عليهم ولا يخفى بعده.
" لا يهر هرير الكلب " أي لا يجزع عند المصائب، أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب، قال في القاموس: هر الكلب إليه يهر أي بكسر الهاء هريرا وهو صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد، وقد هره البرد صوته كأهره، وهر يهر بالفتح ساء خلقه " ولا يطمع طمع الغراب " طمعه معروف يضرب به المثل، فإنه يذهب إلى فراسخ كثيرة لطلب طعمته " وإن مات جوعا " كأنه على المبالغة أو محمول على إمكان سؤال غير العدو، وإلا فالظاهر أن السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب وقيل: المراد به السؤال من غير عوض، وأما معه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز " فأين أطلب هؤلاء " أي لا أجد بين الناس من اتصف بتلك الصفات، قال:
في أطراف الأرض لأنهم يهربون من المخالفين تقية أو يستوحشون من الناس لاستيلاء حب الدنيا والجهل عليهم حذرا من أن يصيروا مثلهم، وما قيل إن " في " معنى عند كما قيل في قوله تعالى " فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل " (2) والأطراف جمع طريف بمعنى النفيس والمراد بهم العلماء فلا يخفى بعده " أولئك الخفيض عيشهم " أي هم خفيفوا المؤنة يكتفون من الدنيا بأقلها فلا يتعبون في تحصيلها وترك الملاذ أسهل من ارتكاب المشاق في القاموس الخفض الدعة، وعيش خافض، والسير اللين وغض الصوت، وأرض خافضة السقيا سهلة السقي وخفض القول يا فلان لينه و الامر هونه " المنتقلة ديارهم " لفرارهم من شرار الناس من أرض إلى أرض، أو