قلب مفجوع) (1) حتى ابتلت لحيته بالدموع ثم قال: اعلم يا يزيد إني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي - صلى الله عليه وآله -، وقد أردت أن آتيه بهدية فسألت بعض (2) أصحابه اي شئ أحب إليه من الهدايا، فقالوا: الطيب أحب إليه من كل شئ وأن له رغبة به (3).
قال: فحملت [إليه] (4) من المسك فارتين وقدرا من العنبر الأشهب وجئت به إليه وهو يومئذ في بيت زوجته أم سلمة - رضي الله عنها -، فلما شاهدت جماله ازداد لعيني من لقائه نورا ساطعا، وزادني منه سرورا، وقد تعلق قلبي بمحبته.
فسلمت [عليه] (5) ووضعت العطر بين يديه.
فقال: ما هذا؟ قلت: هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك.
فقال لي: ما اسمك؟.
قلت: اسمي عبد الشمس.
فقال: [لي] (6) بدل اسمك، ثم قال: انا (7) أسميك عبد الوهاب، إن قبلت [مني الاسلام قبلت] (8) منك الهدية.
قال: فنظرته وتأملته، فعلمت أنه نبي وهو الذي أخبرنا به عيسى حيث قال: إني مبشر [لكم] (9) برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد،