قال: [تجتمع] (1) في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المتقين (2) وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق (3) الخلائق [من] (4) عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله تعالى: * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * (5).
فلما اخبر الحسن - عليه السلام - بصفة ما عرض عليه من الأصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية - لعنه الله - فقال: أشعرت ان ذلك علم لا يعلمه الا نبي مرسل أو وصي مؤازر قد أكرمه الله بمؤازرة نبيه - صلى الله عليه وآله - أو عترة نبي مصطفى وغيره فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته وهواه على دينه وهو من الظالمين.
قال: فسكت يزيد وخمد!
قال: فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال له: ادع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك فأظنه شقاء (6) مرديا وعذابا أليما.