أنا عالم بهم منذ (1) خلقوا ومنذ (2) ولدوا وفي أي شئ جاؤوا.
فقال حذيفة: زادك الله تعالى يا مولاي علما وفهما، ثم أقبل - عليه السلام - إلى المسجد والقوم محدقون (3) برسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلما رأوا الامام - عليه السلام - نهضوا قياما على أقدامهم، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وآله -: كونوا على مجالسكم، فقعدوا.
فلما استقروا في المجلس قام الغلام الأمرد قائما دون (4) أصحابه وقال: أيها الناس، أيكم الراهب إذا انسدل (5) الظلام، أيكم المنزه عن عبادة الأوثان، أيكم مكسر الأصنام، [أيكم] (6) الساتر عورات النسوان، أيكم الشاكر لما أولاه المنان، أيكم الصابر (7) يوم الضرب والطعان، أيكم منكس الابطال (8) والفرسان، أيكم أخو محمد معدن الايمان، أيكم وصيه الذي نصر به دينه على سائر الأديان، أيكم علي بن أبي طالب - عليه السلام -؟
فعند ذلك قال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي أجب الغلام الذي [هو في] (9) وصفك [علام] (10) وقم بحاجته، فقال علي - عليه السلام -: ادن مني يا غلام، إني أعطيك سؤلك والمرام، و أشفيك عن الأسقام والآلام، بعون رب الأنام (11)، فأنطق بحاجتك فإني أبلغك أمنيتك ليعلم المسلمون أني سفينة النجاة وعصى