مذمة الناس له، فهو كمن ينبعث على العمل لئلا يقولوا: انه بطال، وما عليه من قولهم؟
بل هذا أبلغ في ثوابه فيكون كاخفائه واحتجابه (1) بل إذا وصل إلى كونهم رموه بذ لك ولم يثبتوا له عملا بل ازرئو (2) عليه في ذلك العمل كان مجهولا عندهم ومعروفا في السماء فينال نصيبا من وصفه عليه السلام: أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء الذين إذا ذكروا لم يعرفوا، ويكون كمن عمل في السر ولم يطلعوا عليه، وإنما هذا الخيال من مكائد الشيطان وله فيه مصايد (3).
الأول انه أساء الظن بالمسلمين وما كان من حقه أن يظن بهم ذلك (4) الثاني انه يوقعه في الرياء الذي فر منه إن كان الامر كما ظن، والا فلا يضره قولهم وتركه العبادة وحرمانه ثوابها خوفا من قولهم: انه مراء وهو بعينه الرياء، فلو لا حبه لمدحهم، وخوفه في ذمهم والا فما له ولقولهم؟ قالوا: انه مراء أو مخلص، وأي فرق