يعصى، فلا تزني ولا تصوم، فاجتذبه أبو جعفر عليه السلام بيده إليه فقال له: تعمل عمل أهل النار وترجو ان تدخل الجنة.
وعن النبي صلى الله عليه وآله ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم من الحسنات كجبال تهامة فيأمر بهم إلى النار فقيل: يا نبي الله أمصلون؟ قال: كانوا يصلون ويصومون ويأخذ ون وهنا من الليل لكنهم كانوا إذا لاح لهم شئ من الدنيا وثبوا عليه (١) واعلم انك لن تبلغ ذلك الا بالمجاهدة لنفسك الامارة فإنها أضر الأعداء كثيرة البلاء مرمية في المهالك كثيرة الشهوات قال الله تعالى ﴿فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى﴾ (2).
وقال صلى الله عليه وآله: أعدا عدوك نفسك التي بين جنبيك. فلا تغفل عنها وأوثقها بقيد التقوى.
وأكثرها بثلاثة أشياء: الأول منع الشهوات فان دابة الحرون تلين إذا نقص من علفها.
الثاني تحمل أثقال العبادات فان الدابة إذا ثقل حملها وقلل علفها ذلت وانقادت الثالث الاستعانة بالله والتضرع إليه بأن يعينك عليها أولا ترى إلى قول الصديق (ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى)؟ فإذا وطنت (وظبت) على هذه الأمور الثلاثة انقادت لك بإذن الله تعالى فح تبادر إلى أن تملكها، وتلجمها وتأمن من شرها، وكيف تأمن أو تسلم مع اهمالها؟ مع ما تشاهد من سوء اختيارها وردائة أحوالها ألست تراها وهي في حالة الشهوة بهيمة؟ وفى حال الغضب سبع، وفى حال المصيبة طفل، وفى حال النعمة فرعون، وفى حال الشبع تراها مختالة، وفى حال الجوع تراها مجنونا ان أشبعتها بطرت، وان جوعتها صاحت وجزعت، فهي كالحمار السوء ان اقضمته رمح وان جاع نهق (3).