علاج الرياء اعلم أن أصل الاخلاص استواء السريرة العلانية (1) كما قيل لبعضهم، عليك بعمل العلانية قال: وما عمل العلانية؟ قال: ما إذا اطلع (الله) الناس
(1) قال في (مرآة) في كلام له في كيفية خلوص النية ان النية ليست مجرد قولك عند الصلاة أو الصوم أو التدريس اصلى أو أصوم أو أدرس قربة إلى الله تعالى ملاحظا معاني هذه الألفاظ بخاطرك ومتصورا لها بقلبك هيهات إنما هذا تحريك لسان وحديث نفس، وا نما النية المعتبرة انبعاث النفس وميلها وتوجهها إلى ما فيه غرضها ومطلبها اما عاجلا واما آجلا وهذا الانبعاث والميل إذا لم يكن حاصلا لها لا يمكنها اختراعه واكتسابه بمجرد النطق بتلك الألفاظ وتصور تلك المعاني وما ذلك الا كقول الشبعان: أشتهي الطعام وأميل إليه قاصدا حصول الميل والاشتهاء، بل لا طريق إلى اكتساب صرف القلب إلى الشئ وميله إليه واقباله عليه الا بتحصيل الأسباب الموجبة لذلك الميل، واجتناب الأمور المنافية لذلك المضادة له، فإذا غلب على قلب المدرس مثلا حب الشهرة فلا يتمكن من التدريس بنية لتقرب إلى الله تعالى بنشر العلم بل لا يكون تدريسه الا لتحصيل تلك المقاصد الواهية وان قال بلسانه: أدرس قربة إلى الله والحاصل انه لا يحصل لك النية الكاملة الا إذا صرفت قلبك عن الأمور الدنيوية وطهرت نفسك عن الصفات الذميمة الدنية وقطعت نظرك عن حظوظك العاجلة بالكلية (مرآة) بعد التلخيص.