ونعيمها منقطع وأي نسبة للدائم إلى المنقطع (1)؟.
الا ترى قول النبي (ص) من قال: سبحان الله غرس الله بها عشر شجرات في الجنة فيها من أنواع الفواكه فهذه العشر شجرات لو خرجت إلى الدنيا على ما وصف من طيب طعمها واختلاف اكلها، على ما روى أن الرطب يكون بين يدي آكله فإذا قضى غرضه من الرطب تحول عنبا فإذا قضى غرضه منه تحول تينا أو رمانا، وهكذا يتحول ألوانا بين يدي الانسان وانها تأتى إلى باغيها على منيته من غير تكلف اقتطاف (2) وتعب تأتيه على ما يشتهى في نفسه ان أراد ان يحضر بين عنبا جائته عنبا وان أرادها رمانا جائته رمانا.
فلو تخرج شجرة واحدة من هذه إلى الدنيا ويطلب بيعها ما ظنك بما كان يبذل الملوك في ثمنها؟ وكيف إذا وصفت مع ذلك بأنها لا يحتاج إلى سقى ولا رفاق ولا تعب بل كيف إذا وصفت بأنها تبقى عشرة آلاف سنة، وما نسبة عشرة آلاف سنة في أبد الآبدين ودهر الداهرين؟!