ويحترق نفسه.
فصل وإذا عرفت أدب العالم مع ربه وكيف يجب أن يكون بعد ما علم، فاعلم أدبه حال تعلمه مع أستاذه، وكيف ينبغي أن يكون حال تعلمه وبعد ما علم.
روى عبد الله بن الحسن عن ا بيه عن جده عليهم السلام أنه قال: ان من حق المعلم على المتعلم ان لا يكثر السؤال عليه، ولا يسبقه في الجواب، ولا يلح عليه ا ذا اعرض عنه، ولا يأخذ ثوبه إذا كسل، ولا يشير إليه بيده، ولا يخزره (1) بعينه، ولا يشاور في مجلسه، ولا يطلب عوراته (2) وان لا يقول: قال فلان: خلاف قولك، ولا يفشى له سرا، ولا يغتاب عنده، وان يحفظه شاهدا وغائبا، ويعم القوم بالسلام ويخصه بالتحية، ويجلس بين يديه. وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته، ولا يمل من طول صحبته، فإنما هو مثل النخلة ينتظر متى تسقط عليك منها منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الاسلام ثلمة (3) لا تنسد إلى يوم القيامة، وان طالب العلم ليشيعون سبعون ألفا من مقربي السماء.
وقال ابن عباس: ذللت طالبا فعززت مطلوبا.
وقال بعض الحكماء: من لم يتحمل ذل الطلب ساعة بقي في ذل الجهل ابدا.
وعن النبي (ص): ليس من أخلاق المؤمن الملق (4) إلا في طلب العلم.
فصل وقال الصادق (ع): وجدت علوم (علم) الناس كلها في أربع خصال: أولها